تضغط على زر الغفوة ثلاث مرات، وتجبر نفسك على النهوض من السرير، وتقضي يومك تعاني من ضبابية ذهنية وألم في الكتفين. تُلقي باللوم على ليالي العمل المتأخرة أو كثرة استخدام الشاشات، ولكن ماذا لو كان اللص الحقيقي لطاقتك هو المرتبة التي تنام عليها ثلث حياتك؟

وجدت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة النوم في عام 2024 أن 72% من البالغين الذين يعانون من التعب المستمر أثناء النهار ينامون على مراتب لا تتناسب مع نوع أجسامهم أو أسلوب نومهم—ومعظم الناس لا يدركون هذه الصلة. الحقيقة هي: أن المرتبة السيئة لا تُشعرك بعدم الراحة فحسب، بل تُؤثر سلبًا على جودة نومك، وصحة عمودك الفقري، وقدرتك على الاستيقاظ بنشاط. دعونا نُحلل هذه الحقيقة العلمية، ثم نُريك كيفية اختيار مرتبة تُغذي أيامك بدلًا من أن تُرهقها.
ليس الأمر مجرد "نوم سيء" - فاختيار مرتبة غير مناسبة يُحدث تفاعلاً متسلسلاً يؤثر على جسمك بأكمله. إليك الطريقة:
عمودك الفقري منحني بشكل طبيعي على شكل حرف S، ويحتاج إلى دعم ليبقى مستقيمًا. المرتبة اللينة جدًا أو الصلبة جدًا تُخلّ بهذا المحاذاة:
- ناعم جدًا:تغرق وركاك وكتفيك، مما يُسبب تقوسًا مؤلمًا في أسفل ظهرك. تتوتر عضلات جذعك وظهرك طوال الليل للتعويض عن ذلك، مما يجعلك تشعر بالتعب كما لو كنت قد مارست الرياضة.
- ثابت جدًا:تتراكم نقاط الضغط على كتفيك ووركيك وركبتيك، مما يعيق تدفق الدم. يستجيب جسمك بالتقلب والانعطاف لتخفيف الضغط، مما يمنعك من الراحة العميقة.
دراسة أجريت عام 2023 في صحة النوم تم تأكيد هذا: كان لدى الأشخاص الذين يستخدمون مراتب غير متوازنة علامات توتر عضلي أعلى بنسبة 28٪ في الصباح مقارنة بمن هم على أسرة داعمة.
النوم العميق هو المرحلة التي يُصلح فيها جسمك خلاياه، ويستعيد طاقته، ويُنظّم هرمونات مثل الكورتيزول (للإجهاد) والميلاتونين (للنوم). ولكن في كل مرة تتقلب فيها في فراشك أو تتكيّف بحثًا عن الراحة، تُنتزع من هذه المرحلة الحرجة.
تُظهر بيانات تتبع النوم من أكثر من 5000 مستخدم (عبر تطبيق SleepCycle) ما يلي:
- الأشخاص الذين ينامون على مراتب سيئة يحصلون على نوم عميق أقل بنسبة 40% من تلك الموجودة على تلك المتطابقة جيدًا.
- إن فقدان ساعة واحدة فقط من النوم العميق يمكن أن يقلل من التركيز أثناء النهار بنسبة 35% - وهو ما يفسر الانهيار الذي يصيبنا في منتصف فترة ما بعد الظهر.
هل استيقظتَ يومًا وأنتَ تتصبب عرقًا في الثالثة صباحًا؟ الإسفنج رديء الجودة أو الأقمشة غير القابلة للتنفس تحبس حرارة الجسم، مما يُجبر جسمك على بذل طاقة لتبريد نفسه. هذا الجهد الإضافي يُقلل من قدرتك على التعافي: وجدت دراسة أجرتها جامعة أريزونا عام ٢٠٢٢ أن كان لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة مستويات طاقة أقل بنسبة 19% في اليوم التالي من أولئك الذين ناموا في درجة حرارة مريحة 60-67 درجة فهرنهايت (15-19 درجة مئوية).